للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطب إلى الألفاظ العربية التي وضعت لمعان تدخل في علمهم، أو تتصل به من نحو: أسماء العلل (١)، وأسبابها، وأعراضها، وأطوارها، وآثارها (٢). وأسماء الأعضاء والأجزاء منها، ظاهرة كانت أو باطنة، وأسماء ما يركب منه الأدوية من نحو: النبات، والمعادن، والأحجار، وأسماء الأدوات التي يستعان بها على المداواة (٣).

التفتوا إلى هذه الكلمات، واستعملوا كثيراً منها في معانيها المعروفة في اللغة، ولعلي لا أكون مخطئاً إذا قلت: أن علم الطب قد وجد في اللغة العربية مدداً أكثر مما وجده غيره من العلوم المنقولة إليها ووجد علماء الطب بعد ذلك المدد أصولاً في اللغة تسمح لهم بوضع مصطلحات لمعان طبية لم يتقدم للعرب أن وضعوا لها أسماء؛ مثل: أصول الاشتقاق والمجاز والنقل، فصاروا يضعون مصطلحات زائدة على ما تكلمت به العرب في هذا العلم، وصارت كتب الطب تصدر في عبارات عربية فصحى.

فإذا ألقينا نظرة على كتب الطب المؤلفة فيما سلف بأقلام عربية فصيحة، وجدناها قائمة على كلمات مستعملة فيما وضعها له العرب من المعاني الطبية، وكلمات اشتقها أولئك الأطباء لمعان يتحقق فيها معنى الفعل الذي


(١) معظم أسماء العلل جاء على وزن فُعال؛ نحو: (صداع)، أو وزن فعل؛ نحو: (بهق).
(٢) نريد من آثارها ما يعقبها من نحو: "الندبة" لأثر الجرح بعد برئة، ونحو: "المهج" لحسن الوجه بعد علة.
(٣) نحو: "الميجر" لما يصب به الدواء في الفم، و"المسعط" لما يصب به الدواء في الانف، و"الدسلم" لما يسد به الجرح من نحو الفتيلة.