للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول علماء العربية: يجوز وصف الجمع المكسر لغير العاقل بالمفرد المؤنث، غير أن وصفه بالمفرد المؤنث بالتاء كثير شائع، ووصفه بالمفرد المؤنث بالصيغة قليل، والمراد من المؤنث بالصيغة: ما كانت علامة تأنيثه ألف التأنيث المقصورة، أو الممدودة، فالحكم الذي قرروه عام، ولكنهم اقتصروا فيما رأينا على التمثيل بما فيه ألف التأنيث المقصورة. قال أبو البقاء في "الكليات": "والجمع المكسر لغير العاقل يجوز أن يوصف بما يوصف به المؤنث، نحو: {مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: ١٨]، وهو قليل". ثم قال: "والجمع يوصف بالمفرد المؤنث بالتاء، وهو شائع، وقد يوصف بالمفرد المؤنث بالصيغة؛ كما في قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: ١٨]. ومازال الناس يحملون ما قرره علماء العربية من جواز وصف جمع التكسير لغير العاقل بالمفرد المؤنث على عمومه، دون أن يتعرض أحد لمنع وصفه بفعلاء.

وورد وصف الجمع بصيغة فعلاء في أشعار هذا العصر؛ كما قال الأستاذ خليل مطران في رثاء شوقي:

يجلو نبوغك كلَّ يوم آية ... عذراءمن آياته الغرّاء

فقد وصف الآيات، وهي جمع، بغرّاء.

وقال أيضاً:

النيل يجري من عميق دافق ... من حيث ينبع في الربا السَّمَّاء

وقال الأستاذ بشارة الخوري في رثاء شوقي:

قاموا على سرر الأعراس وانتبهوا ... على صياح بكيّ الطرف عائرِهِ

على مآتم من طير ومن شجر ... خرساء كالقبر غرقى في دياجره