للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هزَّ النسيم غصونَ الروضِ في سحر ... كما يهز بنانُ الغادةِ الوترا

لذَّ الحفيف على أذن السحاب أما ... تراه يحثو على أدواحها دُرَرا

وقلت وقد أخذت الريح تنسف في روض:

قام هذا الروض يشدو مادحاً ... بلسان البلبل الزاهي سحابا

وتمادى غالياً في مدحه ... فحثت في وجهه الريح ترابا

وقلت في حال أشجار تراكم عليها الثلج، ثم ضربت فيها الشمس، فأخذ يتقاطر عن جوانبها:

نسج الغمام لهذه الأشجار من ... غزل الثلوج براقعاً وجلاببا

والشمس تبعث في الضحى بأشعة ... تسطو على تلك الثياب نواهبا

فبكت لكشف حجابها أو ما ترى ... عبراتها بين الغصون سواكبا

وقلت في حمرة الشفق:

قتل الدجى هذا النهارَ ودسَّه ... تحت التراب مضرجاً بدمائه

فخذوا من الشفق الشهادة إنه ... لطخ من الدم نال ذيل ردائه

وربما يصاغ التعليل في قالب التشبيه؛ كقول أبي تمام:

كأن السحاب الغُرَّ غيبن تحتها ... حبيباً فلا ترقا لهن مدامع

فلو حذفت أداة التشبيه هنا، لكان الباقي بمنزلة العلة الخيالية لنزول الغيث المنسجم من ينابيع السحاب، واقترانه بأداة التشبيه يجعله بحيث يسكت عنه العقل، ولا يمانعه من أن يدخل في سبيل المعاني الصادقة.

ومما نظمت على هذا المثال، وكان الجو يقذف وقت السحر