كان أشعر أهل زمانه، وأفضل أقرانه. ومثل: محمد بن قادوس شيخ القاضي الفاضل، وكان يسميه: ذا البلاغتين. ومثل: الحسن بن علي الأسوانيّ المعروف بالمهذب الزبيري، الذي قال فيه العماد الأصفهاني أيضاً: لم يكن بمصر في زمنه أشعر منه. ومن بديع شعره قوله يتشوق إلى نهر بردى في دمشق:
بالله يا ريحَ الشما ... لِ إذا اشتملتِ الرَّوح بردا
وحملتِ من نَشْرِ الخزا ... مى ما اغتدى للنَّد نِدا
ونسجت ما بين الغصو ... ن إذا اعتنقن هوى وودا
وهززت عند الصبح من ... أعطافها قدّاً فقدَّا
نهر كنصل السيف تكـ ... ـسو متنه الأزهار غمدا
صقلته أنفاس النسـ ... ـيم بمرهنَّ فليس يصدا
وظهر لذلك العهد شاعرات مجيدات، منهن: تقية بنت غيث الصورية الإسكندرية، نظمت هذه الشاعرة مرة قصيدة تعرضت فيها - على عادة الشعراء - لمعان من قبيل اللهو، فظن بعض من قرأ القصيدة أنها وصفت ذلك اللهو لحضورها بعض مجالسه، فنظمت قصيدة وصفت فيها الحرب، وما يتصل بها أحسنَ وصف، وبعثت إلى من ظن بها ذلك الظن تقول له: علمي بهذا كعلمي بذاك، تعني: أن الشاعر يصف ما لا يرى، ويقول مالاً يفعل.
وممن شد أزر الحركة الأدبية لذلك العهد طلائع بن رُزّيك الملقب بالصالح؛ إذْ كان هو نفسه من الشعراء المجيدين، وأذكر من شعره قوله في الحكمة:
تنامُ ومقلةُ الحدثانِ يقظى ... وما نابَ النوائبَ عنك نابي