للأدب العربي، والاحتفاء بالأدباء البلغاء، تقرأ في تاريخه: أنه كان يستحسن الأشعار الجيدة، ويرددها في مجالسه، ومما عرف عنه أنه كان مولعاً بشعر أسامة ابن منقذ الذي دخل مصر في أيامه، ونال مكانة سامية، وأذكر من شعر أسامة هذا: قوله:
وما أشكو تلؤُّنَ أهلِ ودّي ... ولو أجدَت شكيَّتهم شكوتُ
إذا أدْمتْ قوارصُهم فؤادي ... كَظَمتُ على أذاهم وانطويتُ
ورحتُ عليهمُ طلقَ المحيا ... كأني ما سمعتُ وما رأيتُ
ولارتياح صلاح الدين للشعر العربي، ونظره إليه نظر من يقدر قيمته، قوي التنافس في هذا الفن، واشتد اتصال الأدب في غير مصر بالأدب المصري؛ فإن كثيراً من أدباء الأقطار الأخرى يفدون على صلاح الدين، أو يراسلونه بقصائدهم، مثل التلِّعفري، وسبط ابن التعاويذي، وابن الساعاتي، وعمر بن محمد المعروف بابن الشحنة الموصلي، وهو القائل:
وإني امرؤ أحببتكم لمكارمٍ ... سمعتُ بها والأذنُ كالعينِ تعشقُ
ومحمد بن يوسف البُحراني صاحب القصيدة الفريدة التي يقول فيها:
تخصَبُ الأرضُ فلا أقربها ... رايداً إلا إذا عزَّ حماها
لايراني الله أرعى روضةً ... سهلة الأكناف من شاء رعاها
ومن أمراء الأسرة الأيوبية بعد صلاح الدين الأيوبي من يقول الشعر الجيد؛ مثل: الأفضل بن صلاح الدين، والكامل بن العادل، وأخويه: الأشرف، والمعظم، قال ابن سعيد في "تاريخه": "وأولاد العادل في صدر المئة السابعة: الكامل، والمعظم، والأشرف، الثلاثة شهروا بحب