-سبحانه وتعالى-، وعزة الإِسلام، وقليل من الشعراء في كل عصر ومصر من كان على هذه المرتبة الراقية من الإباء والشمم. يقول شاعرنا:
ولم أُنض القريحةَ في نسيب ... ولا عَذَلاً شكوت ولا بعادا
فما أهوى سوى لغة سقاها ... قريش من براعتهم شِهادا
وطوقها كتابُ الله مجداً ... وزاد سنا بلاغتها اتقادا
من الشعراء من نظم شعره إرضاء للباطل حتى يقتات من موائده، فغوى مع الغاوين، وهام في كل واد مع الهائمين، يمدح طاغية ليتصيد لقمة، ويخوض في بحر الكذب حتى القمة.
ومنهم من حمل بضاعة شعره يعرضها في كل سوق رائجة، يصوغ الشعر تكلفاً وتكليفاً، وينظمه أحجاماً وطبقات.
ومنهم من اتخذ الشعر لبث اللهو، وإرضاء الشهوة، فانحط به إلى الدرك الأسفل من الرذيلة، فكان مهرجاً لا شاعراً.
يقول الإِمام الشاعر:
وفي الشعراء من ضاقت خُطاه ... وفاتته الحقائق وهي شتى
فراح يخال لهو القول جدّاً .. وينفث في مكان الرشد بهتا
وشعر العرب ذو نظم فرفقاً ... بها إن شئت رفقاً واستطعتا
هذا وقد أضفتُ إلى هذه الطبعة الرابعة ما عثرت عليه من شعر شاعرنا الكبير في أوراقه الخاصة، أو في الصحف والمجلات والكتب، وحاولت الجهد أن أشير إلى مرجع كل قصيدة أو مقطعة، والمناسبة التي قيلت فيها، وتاريخ النظم.