للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا ذَكَرْتَ الدِّينَ قالوا: خَلِّنا ... مِنْ ذِكْرِه وعَلى أُخُوتهِ العَفاءُ (١)

إِنَّ المدارِسَ كالسَّمواتِ العُلا ... وعُلومُها مِثْلُ النُّجُومِ لَها ضِياءُ

وكَأَنَّما عِلْمُ الدّيانَةِ بَيْنَها ... قَمرُ السماءِ إذا تَجَلَّى أَوْ ذُكاءُ (٢)

وَسِياسَةُ التَّثقيفِ يَشْغَلُ بالَها ... وَيهُمُّها غَيْرُ الهُدى حَتَّى الغِناءُ

ومَتى يُماطُ أَذى الدّعاياتِ التي ... تُوحي ضَلالا والضَّلالُ هُوَ الوَباءُ (٣)

فَدِعايةُ الإلْحادِ يَنْفُثُ سُمَّها ... رَهْطٌ يؤازِرُهُمْ عَلَيْهَا أَغْبِياءُ

إِنْ جِئْتَ نادِيَهُمْ بأَبلَغِ حُجَّةٍ ... فَجَوابُهمْ عَنْها التَّهَكُمُ والبَذاءُ (٤)

وَدِعايةٌ في الفُرْسِ ميبيتَ أَمْرُها ... يَا لَيْتَها ذَهَبَتْ كما ذَهَبَ الجُفاءُ (٥)

جاسَتْ خِلالَ الشَّرقِ واغْتالَتْ بِه ... نشئًا ولمْ يَغْتَلْهُمُ إلَّا الشَّقاءُ

خَرَجُوا عنِ التَّوْحِيدِ وارتَدُّوا إلى ... شِرْكٍ أَمَا قالوا: الإلهُ هُوَ البَهَاءُ؟! (٦)


(١) العفاء: التراب: قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي، فأكلت رغيفاً، وشربت عليه ماءً، فعلى الدنيا العفاء، ويقال: الهلاك.
(٢) ذُكاء: الشمس.
(٣) أماطه: أي: نحّاه، ومنه: إماطة الأذى عن الطريق.
(٤) البذاء: الفحش، وفلان بذيُّ اللسان.
(٥) الدعاية التي قامت في الفرس هي البهائية. الجُفاء: ما نفاه السيل إذا رمى به، وقال ابن السكيت: "وذهب الزبد جفاء"؛ أي: مدفوعاً عن مائه.
(٦) انظر كتاب المؤلف: "القاديانية والبهائية". البهاء: زعيم الطائفة البهائية، لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب. وتسمى: الطائفة البابية، نسبة إلى (الباب)، وهو لقب ميرزا علي محمد الذي ابتدع هذه النحلة.