للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا مَجْمَعٌ يَحْمي تِلاداً ... وَيبْني طارِفا يَحْكي التِّلادا (١)

كَاَنَّ عُكاظَ عادَ بِها اشْتِياقٌ ... إلى الْفُصْحى فَكانَ لَها مَعادا (٢)

جَرى ماءُ الحَياةِ بِوَجْنتَيْها ... فَهَنَّأْنا الْيَراعَةَ والمِدادا

وقُلْنا لِلْمَنابِرِ: ذَكِّرينا ... عَلِيّاً حينَ يَخْطُبُ أَوْ زِيادا (٣)

فَيَا لُغَةَ النَّبِيِّ سَقاكِ عهْدٌ ... مِنَ الإِصْلاحِ يَنْتَظِمُ الْبِلادا (٤)

فَما مِنْ حاجَةٍ لِلْعِلْمِ إِلاَّ ... يُقيمُ لَها بِحِكْمَتهِ سِدادا (٥)

يَصونُ هِدايَةَ اللهِ اعْتزازاً ... بِها وأَضاعَها قَوْمٌ عِنادا

تَراءى الزَّيْغُ يَنْفُضُ مِذْرَوَيهِ ... وَيمْسَحُ عَنْ لَوَاحِظِهِ رُقادا (٦)


(١) التلاد: المال القديم. الطارف: المال الحديث المستحدث.
(٢) عكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، يقع بين نخلة والطائف، ويبعد عن مكة المكرمة ثلاثة أيام، كانت القبائل تجتمع فيه مدة عشرين يوماً في شهر ذي القعدة من كل سنة، ويتناشد الشعراء فيه ما نظموا من الشعر. المعاد: المرجع والمصير.
(٣) عليٌ: (٢٣ ق هـ - ٤٠ هـ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصهره، واحد الأبطال والخطباء والعلماء بالقضاء، ولد بمكة وقتل بالكوفة. زياد: (١ - ٥٣ هـ) زياد بن أبيه، أمير من الدهاة والقادة الفاتحين، ولد في الطائف، وولاه معاوية البصرة والكوفة وسائر العراق حتى توفي.
(٤) ينتظم: يقال: انتظم اللؤلؤ: تآلف في السلك واتسق، وانتظم الأمر: استقام.
(٥) السداد: ما تسد به الحاجة.
(٦) الزيغ: الشك، والجور عن الحق. المذروان: طرفا الإليتين، واحدهما مِذرى،
ويقال: جاء ينفض مذرويه؛ أي: باغياً ومهدداً.