للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَخاذُلُ حالِ المُسْلِمينَ وما أَتى ... مِنَ الخَطْبِ في أَرْجائِهِمْ وتَجَمَّعا

وما شَأْننُا إلَّا كَعِقْدٍ تَناثَرَتْ ... جَواهِرُهُ في سَطْحِ أَحْدَبَ أَنْزَعا (١)

فَهذا يُحاذي في قَضاياهُ نَزْعَةً ... تَخُطُّ وَراءَ الحَقِّ للنَّاسِ مَرْتَعا (٢)

وهذا يَصوغُ الْقَوْلَ في قالَبٍ يُرى ... بِجَانِبِهِ قَوْلُ الشَّريعَةِ أَوسَعا

وذاكَ يُنادي بالضَّلالةِ ماسِحاً ... بِصَبْغَةِ دينِ كَيْ يَغُرَّ ويَخْدَعا

ونِمْنا على الآذانِ نومَةَ جاهِلٍ ... بِما يَضَعُ المُسْتَيْقِظونَ لِنُصْرَعا

ولَمْ نَسْتَفِقْ للْقَوْمِ حتّى تَحَفَّزوا ... وَأَوْجَسَ كُلٌّ بَيْنَ جَنْبَيْهِ مَطْمَعا (٣)

ولَمْ نَسْتَفِقْ للْقَوْمِ إذْ كُلٌّ انتضَى ... لِيَظْفَرَ بِاسْتِعْبادِنا السَّيْفَ مَقْرَعا (٤)

ولمْ نستَفِقْ للقارِعاتِ وقَدْ جَنَتْ ... إلى مُهْجَةِ الإسْلامِ حتّى تَصَدَّعا (٥)

وفي النّاسِ مَنْ حاكَ الأَياسُ بصَدرِه ... فَجَرَّدَ أَفْراسَ الجِهادِ وأقْلَعا (٦)

ونَدْبٌ دَرى صَرْفَ اللَّيالي وأَنَّها ... تُزَلُّ بأَعْلامٍ وتُونِسُ بَلْقَعا (٧)


(١) الأنزع: الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، والمقصود الأملس.
(٢) النزعة: نزع إلى الشيء: ذهب إليه، يقال: له نزعة إلى كذا. المرتع: الموضع الذي يتنعم فيه.
(٣) أوجس: أحس وأضمر.
(٤) انتضى السيف: استله من غمده.
(٥) القارعات: جمع القارعة وهي الداهية.
(٦) حاك: أثَّر وعمل. الأياس: القنوط.
(٧) الندب: السريع إلى الفضائل. تونس: أي: تؤنس، يقال: أنس به: ألفه، وسكن قلبه به. البلقع: الأرض القفر التي لا شيء فيها.