وضع هذه الأوزان الشعرية، وادعى أنه انتزعها من أشعار القبائل العربية: الخليل بن أحمد المتوفى سنة ١٧٠ هـ، وقد قام أحد معاصريه، وألف كتاباً أبطل به عمل الخليل" (١)، وقد تعرض (أدور براونلش) في رده على (مرغليوث) لهذه الشبهة، فقال: "وما ذكره (مرغليوث) من أن بعضهم نقض على الخليل صنعه في أوزان الشعر، فإنا بمراجعة كتاب الإرشاد نجد الذي ألف في النقض على الخليل لم يجد من العلماء قبولًا، أو -في الأقل- لم يجد قبولًا من ياقوت، وابن درستويه اللذين عدا (برزخاً) كاذباً، وبهذا سقطت شبهة (مرغليوث) كأن لم تكن".
أما شبهة المؤلف التي هي أخت شبهة (مرغليوث)، أو ابنة عمها، فتزاح من ساحة هذا البحث بأن الأوزان التي دونها الخليل ليست بالعدد القليل حتى يستبعد أن تكون أشعار هذه القبائل دائرة عليها، فالخليل جعل أصولها خمسة عشر وزناً، وهي: الطويل، والمديد، والبسيط، والوافر، والكامل، والهزج، والرجز، والرمل، والخفيف، والمنسرح، والسريع، والمضارع، والمقتضب، والمجتث، والمتقارب. وزاد عليها الأخفش وزناً آخر يسمونه: المتدارك، أو الخبب.
فالمجموع ستة عشر وزناً، وإذا لاحظت ما يكرونه على أنه فروع لهذه الأصول مما يسمونه: مجزوءًا، ومشطورًا، ومنهوكًا، ثم ما يدخلها من علل وزحافات جائزة أو مستحسنة، ارتفع حسابها إلى ما لا يضيق عن أي لغة أو لهجة عربية.