أكثر مما يظهر في هذه القصيدة، وأنه لا يحفل بقصة تعليق هذه القصائد السبع أو العشر؛ لأنها نشأت في عصر متأخر جداً، ولا يثبتها شيء في حياة العرب وعنايتهم بالآداب.
ثم قال في (ص ١٤٤): "ولكننا نلاحظ أن القدماء أنفسهم يشكّون في بعض هذه القصيدة، فهم يشكون في صحة هذين البيتين:
ترى بعَر الأرآم في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حبّ فلفلِ
كأني غداة البينِ يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظلِ
وهم يشكون في هذه الأبيات:
وقربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهل مني ذلول مرحل"
وسرد المؤلف الثلاثة الأبيات بعدها.
القدماء وأنصار القديم هم الذين أنكروا رواية تعليق هذه القصائد على الكعبة، ومنهم من لم يرض عن رواية تعليقها في الدفاتر أيضاً، وقالوا: إنما سمّيت معلقات؛ لعلوقها بأذهان صغارهم وكبارهم، ومرؤوسيهم ورؤسائهم، وذاك لشدة عنايتهم بها، ولعل هذا أحسن وجه في تسميتها معلقات. وإنا لنجد في تاريخ الأدب آثاراً قديمة تشهد بصحتهما، ففي "اختيار المنظوم والمنثور"(١): "روي أن معاوية أمر الرواة أن ينتخبوا قصائد يرويها ابنه، فاختاروا له اثنتي عشرة قصيدة؛ منهن:
"قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"
"لخولة أطلال ببرقة ثهمد"
(١) تأليف أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المتوفى سنة ٢٨٠ هـ.