هدم البيت الذي استحدثته ... وسعى في هدم بيتي الأول
مسّني فقدُ كليبٍ بلظى ... من ورائي ولظًى مستقبلي
ليس من يبكي ليومين كمن ... إنما يبكي ليوم ينجلي
يشتفي المدرك بالثأر وفي ... دركي ثأري ثكل المثكل
ليته كان دمي فاحتلبوا ... دركاً معه دمي من أكحلي
ولا ندري كيف غاب عن المؤلف أن يشفق على هذه الثكلى، ويترك لها من هذا الشعر ولو ريحه، فهلّا قال كما قال في قسم من "قفا نبك": فيه شيء من ريح جليلة، ولكن من ريحها ليس غير!.
ولا عجب أن يتصور المؤلف، أو يصور تاريخ العرب على غير وجهه الحق، ولا عجب ألا يبصر ما في حقائق الإسلام من وضاءة وحكمة، فإنه أصبح غريباً عن العرب والإسلام، والغريب -كما يقولون- أعمى، وإنما العجب من أستاذ الآداب أن ينقد الشعر بما لا ينقده به ذوو الأذواق السليمة!.