للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغداد، ونائبة خروج المسلمين من الأندلس، ونكبات الحروب الصليبية في الشام ومصر وغيرهما؛ علاوة على ما غشي الأمة من ظلمات الجهل في عصورها الأخيرة، حتى ضاع من بين أيديها كثير مما أبقته تلك النكبات.

هذا وقد شهد أولو العلم أن الإسلام قد رسم للسياسة خطة واسعة، وسنَّ لها نظماً عامة، حسبما نوافيك ببيانه في الموضع اللائق به؛ فصرفوا أنظارهم في دراسة تلك الخطة، والتفقه في هاتيك النظم؛ حيث كانت سياستهم العملية موصولة بها، وقائمة على أسسها، ومن المؤلفات على هذا النمط كتاب: "غياث الأمم" لإمام الحرمين، وكتاب: "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن القيّم، وكتاب: "السياسة الشرعية لإصلاح الراعي والرعية" لابن تيمية، وكتاب: "الأحكام السلطانية" للماوردي، وكتاب: "الأحكام السلطانية" للقاضي أبي يعلى (١)، وكتاب: "إكليل الكرامة" لصديق حسن خان (٢)، ورسالة "السياسة الشرعية" لإبراهيم يخشى زادة، توجد في برلين (٣).

آثر المسلمون أن ينظروا إلى السياسة بمرآة الشريعة، فترى كثيراً من رجال الدولة إذا حركوا أقلامهم في تحرير سياسي، نفخوا فيه روحاً من


(١) محمد بن الحسين (٣٨٠ - ٤٥٨ هـ = ٩٩٠ - ١٠٦٦ م) من علماء عصره في الأصول والفروع والفنون. من أهل بغداد. توجد نسخة من الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق.
(٢) محمد صديق خان بن حسن القنوجي (١٢٤٨ - ١٣٠٧ هـ = ١٨٣٢ - ١٨٩٠ م) عالم إسلامي، ولد في "قنوج" بالهند، ورحل إلى بهوبال. وله تصانيف عديدة.
(٣) "تاريخ آداب اللغة العربية" (ج ٣ ص ٣٤٠).