للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى عنهما- لم يتبوءا عرش الخلافة إلا تحت ظلال السيوف، وعلى أسنة الرماح؟ ".

يتكلم ابن خلدون، والسيد محمد رشيد رضا، عن الطريق الذي تنعقد به الخلافة شرعاً، وهو اختيار أهل الحل والعقد، ومن المعقول جداً أن توجد خلافة على هذا الحد، وكذلك كانت إمارة الخلفاء الراشدين؛ فإن مبايعتهم تقررت باختيار من أهل الحل والعقد، ولا أثر للقهر والغلبة في انعقادها.

أما مبايعة أبي بكر الصديق (١)، فقد روى البخاري في كتاب: الحدود من صحيفة الخطبة التي ألقاها عمر بن الخطاب حاكياً واقعة مبايعة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة (٢)، وبعد أن أتى على المناقشة التي دارت بينِ أبي بكر وبعض الأنصار، قال: "فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرِقتُ من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار".

وفي باب: مناقب أبي بكر من "صحيح البخاري" أيضاً: "أن أبا بكر الصديق قال للأنصار: بايعوا عمر بن الخطاب (٣)، أو أبا عبيدة بن الجراح (٤)،


(١) عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر (٥١ ق. هـ - ١٣ هـ = ٥٧٣ - ٦٣٤ م) أول
الخلفاء الراشدين، وأول من آمن من الرجال بالرسول - صلى الله عليه وسلم -. ولد بمكة المكرمة، وتوفي بالمدينة المنورة.
(٢) سقيفة بني ساعدة: بالمدينة. وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها، وفيها بويع أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.
(٣) عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي (٤٠ ق. هـ -٢٣ هـ = ٥٨٤ - ٦٤٤ م) ثاني الخلفاء الرا شدين. وأول من لقب بأمير المؤمنين، توفي بالمدينة المنورة.
(٤) عامر بن عبد الله بن الجراح (٤٠ ق. هـ ١٨ هـ = ٥٨٤ - ٦٣٩ م) الأمير الفاتح، =