للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= حسين، وجبهة الدفاع عن شمال أفريقيا التي كان يرأسها، وما لاقاه في القاهرة من معاكسات المفسدين من رجال مكتب المغرب العربي، أذكر لكم: أن الشيخ الخضر هذا هو أول من أسس من أبناء المغرب في القاهرة جمعية تلم شتاتهم، وتوحد قواهم للدفاع عن أوطانهم، وذلك إثر قدومه إلى القاهرة بعد جهاد طويل في سبيل المغرب، لاقى فيه ما لاقى، وتحمل النوائب الجسام، وأنفق من ماله ووقته وصحته الشيء الكثير دون أن يطالب أحداً بدرهم، أو يمده أحد بمال، ولا كلمة شكر، فكان جهاده خالصاً لله، منقطعاً فيه إلى المثل الأعلى.
قدم إلى القاهرة، فأسس جمعية اتحاد جاليات شمال إفريقيا، اجتمع فيها الليبيون والتونسيون والجزائريون والمراكشيون، ودامت هذه الجمعية تعمل للدفاع عن المغرب، حتى جاءت الحرب الأخيرة، فتعطلت عن العمل كسائر الجمعيات، وبعد هذه الحرب أسست الجالية الاسلامية في القاهرة جمعيات للدفاع عن أوطانها والذود عن قضاياها.
فأسس الشيخ الخضر جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا بدلاً من الجمعية الأولى، وأخذ يعرض قضية المغرب بواسطتها على وفود دول الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية، وملأ صحف الشرق كله دعاية لقضية المغرب، وسخّر منابر الأحزاب والجمعيات لهذه الغاية، في مصر والعراق وسورية ولبنان والحجاز، حتى أصبح العالم العربي والعالم الإسلامي على بينة من هذه القضية.
ولا أقول هذا مجرد دعوة، بل المطبوعات التي طبعت ووزعت في هذا الشأن من رسائل ومجلات وجرائد وتقارير تشهد بهذا، ومكتبات الشرق زاخرة بها، وأصبح نادي جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا هدف كل زعيم وعظيم، ومرجعاً تستقى منه أخبار هذه الأقطار.
فقام جماعة ممن اتخذوا السياسة تجارة، ولم ترق لهم أعمال المخلصين، فأسسوا مكتب المغرب العربي؛ لمقاومة الجبهة، والقضاء عليها؛ إذ لم يقدر لهم أن يكونوا فيها رؤساء وزعماء، وهم يريدون، من الجهاد الرئاسةَ والزعامة وكسب المال ... إلخ".