وضعت ملحقاً خاصاً بهم؛ للنظر في شؤونهم، ورعاية مصالحهم، ولم يوضع هذا الملحق عبثاً، وإن الأمة العربية لن ترضى أن يفرق بينها وبين أجزائها، وإنها لن تستطيع صبراً على هذه التفرقة التي تريد أن تفصل ما جمعه الله مدة تربو على ثلاثة عشر قرناً. وإذا كانت الجامعة قد أعربت للعالم أجمع أنها تقف في جانب الحرية أينما كانت، فإنها من باب الأولى أن تقف إلى جانب حرية المغرب المسلم، المغرب العربي، وكل محاولة لإخراج المغرب عن عقيدته وعن دينه وعن عروبته هي محاولة فاشلة، محاولة ضد إرادة الله، وضد الطبيعة التي استقرتها.
إننا حين نادينا بالحرية، ووقفنا إلى جانبها، لن نقصد خصومة قوم على وجه الخصوص، وإنما قصدنا خصوم الحرية أينما وجدوا.
والمستعمرون في الدنيا هم أعداء الحرية، فنحن أعداؤهم أينما كانوا؛ لأن الاستعمار يقتضي اضطراباً دائماً، وسلماً مزعزعاً، وإن الذين أقاموا الاستعمار أساؤوا إلى أممهم وإلى أنفسهم وإلى المدنية، لقد أقاموا نظريتهم على أن يكون الناس فريقين: محكومين إلى الأبد، وحاكمين مستغلين ظالمين إلى الأبد، وهذا يستلزم نزاعاً مستمراً بين الفريقين، ثم هو سبب خصام مستمر أيضاً بين المستعمرين أنفسهم، وما الحرب العالمية الأولى والحرب الثّانية التي كادت تدمر الحضارة برمتها إِلا من نتائج هذا الاستعمار، وإذا لم ينته مذهب الاستعمار من نفوس الساسة، فإن دمار هذا العالم قد يصبح في حيز الممكنات.
إننا حين نقاوم الاستعمار نريد إنقاذ أنفسنا والبشرية، بل ونريد أن نخلص المستعمرين من شر أنفسهم، والأمة العربية الجديدة القديمة، هي