وبهذه المناسبة أقول: إن جبهة الدفاع قد رسمت لنفسها غاية رأتها جديرة بحبها، وها هي تعمل لتحرير تلك البلاد: تونس، والجزائر، ومراكش، تحريراً لا يبقى لأجنبي عليها من سبيل، والجبهة قد اختارت أن تعمل في الشرق باسم الأمة المغربية التي تضم تحت جناحيها الشعوب الثلاثة، وهي حريصة على أن تتصل بزعماء الأحزاب القائمة في تلك البلاد، وبغير الزعماء من العاملين المستقلين، وليسوا بقليل؛ إذ الجبهة تقدر جهاد أولئك الزعماء أو العاملين المستقلين، وتراه هو الدعاية التي يقوم عليها صرح الاستقلال.
سادتي!
قررت جامعة الدول العربية العمل لاستقلال تونس والجزائر ومراكش، وأهم وسيلة إلى هذه الغاية النبيلة أن تكون الصلة بينها وبين المغرب قوية ثابتة؛ أعني: الصلة التي تجعل الجامعة تطلع على كل ما يحدث في الغرب يوماً فيوماً، وتجعل المغرب يعرف الخطوات التي تقدمت بها الجامعة في العمل لاستقلالها خطوة فخطوة، والنظر في إيجاد هذه الصلة ووسائل قوتها موكول بالطبيعة إلى مجلس الجامعة، ولنذكر على وجه المثال ما يصح أن يكون في مقدمة أعمال المجلس الموقر، وهو أن الفرنسيين يتقلبون في البلاد العربية، ويدخلون منها كل مدخل، دون أن يعترضهم أدنى عائق، ونوى الحكومات العربية تسمح لفرنسا أن تنشئ في بلادها مؤسسات باسم العلم، أو الرفق بالإنسانية، وكانت فرنسا ولا تزال تعين سفراء من أبناء جنسها في البلاد العربية.
أذكر هذا وأقول: إن من حق الدول العربية أن تعمل لفتح أبواب الرحلة