فهم -بعد هذا القرار الموفق- يرون أن الجامعة تستطيع أن تعمل لقضيتهم في طريقة منتظمة، وحجج صادقة، ومن الوسائل التي تسهل عليها تحقيق هذه المهمة الكبيرة: أن يكونوا أعواناً للجامعة على جهادها، وطريقة هذا التعاون إنما يكون بعقد صلة محكمة بين الجامعة وتلك الشعوب؛ بحيث تطلع الجامعة على ما يحدث بتلك الأوطان من ضروب الاضطهاد، ومكافحتهم له يوماً فيوماً، وتعرف تلك الشعوب كيف تسير الجامعة في قضيتهم خطوة فخطوة، وعقد هذه الصلة موكول بالطبيعة إلى سياسة الجامعة ورأيها الحكيم، وهذا لا يمنعنا من أن نضع أمامها رأيا لعقد هذه الصلة الضرورية لخدمة القضية المغربية، هو أن جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية قد اختير أعضاؤها من الجاليات التونسية والجزائرية والمركشية، ومن بينهم أساتذة في الأزهر الشريف، وفي الجامعة، وفيهم دكاترة ومحامون، وطائفة من كبار التجار الأمناء، فهي هيئة يمكن للجامعة أن تفسح لها طريق الاتصال بها، وتستعين بها على تعرف أحوال تلك البلاد في القديم والحديث.
واتصال الجبهة بالجامعة يأتي بثمرته العملية فيما يبدو لنا متى سمحت الجامعة بتخصيص مكتب لإدارة الشؤون المتعلّقة بشمال أفريقية، وكان في العاملين بهذا المكتب من تطمئن الجبهة لكفايته وحزمه وأمانته، وفيما نعتقد أن مجلس الجامعة يقدر الجبهة التي قامت منذ سنتين تناضل عن قضية خمسة وعشرين مليوناً من العرب، وقد منحوها ثقتهم، وارتضوها لساناً يعبر عن أمانيهم، فمن القريب جداً أن يتقبل المجلس هذا الاقتراح، وفي قبوله معونة على أن يكون جميع ما تحتاج إليه الجامعة من مقتضيات الكفاح عن القضية المغربية تحت يدها، فتتناوله وهي على ثقة من صحته، سواء ما يتعلق