للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اثنان منهم، فخاب سعيهم، وأخذت الحكومة تتقصى أثر البابيين، وتسوق زعماءهم إلى مجلس التحقيق، وكان الميرزا حسين علي الذي لقبوه بعد بـ (بهاء الله) من شيعة الباب، ودعاة نحلته، فقبض عليه، وسجن بطهران بضعة أشهر، ثم أبعد إلى بغداد سنة ١٢٦٩ هـ.

لما أدركت الحكومة الإيرانية خطر هذه الفئة وما يبيتونه من فتن؛ جعلت ترقبهم بحذر واحتراس، فالتحق طوائف منهم ببغداد، واجتمعوا حول ميرزا حسين الملقب ببهاء الله، ثم حدث بينهم ويين الشيعة ببغداد شقاق كاد يفضي إلى قتال، فقررت الحكومة العثمانية وقتئذ إبعاد البابيين من العراق، فنقلتهم إلى الآستانة، ونفتهم إلى "أدرنة".

قام المسمى (بهاء الله) لهذا العهد يدعو إلى نفسه، ويزعم أنه هو الموعود به الذي أخبر عنه الباب (١)، وقبل دعوته كثير البابيين، وتسموا حينئذ بالبهائيين، وممن رفض دعوته أخوه ميرزا يحيى الملقب (صبح أزل).

ثم إن الحكومة العثمانية أمرت بإبعاد الفريقين من "أدرنة"، فنفت الميرزا يحيى وأتباعه (٢) إلى "قبرص"، ونفت البهاء وأتباعه إلى "عكة" بفلسطين،


(١) يزعم البهائية أن الباب كان يشير إلى شخص يظهر بعده، وكانوا يعبرون عنه بلفظ: "من يظهره الله".
(٢) يسمى هؤلاء البابية: (الأزلية)؛ إذ يزعمون أن يحيى هذا هو مصداق ما أشار إليه الباب في كتاب "البيان" باسم: "من يظهره الله"، وهؤلاء يكفرون بالبهاء، ويتناولونه وأتباعه باللعن في السر والعلانية، وليحيي هذا كتاب أراد أن يحاكي به القرآن الكريم في ترتيب الآيات والسور، وحاول أن يحاذي به أسلوبه الحكيم، فافتضح أمره، وظهر سخفه، {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: ٥٢].