للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قومهم الماضي أو الحاضر، وبما تقتضيه العزة؛ من نحو: إباية الضيم، والاستهانة بالخطوب، وشأن هذا الشعر تقوية القلوب، وإيقاد المغيرة، فيزداد الجند إقداماً وثباتاً في مواقع القتال، وكان الصحابة - رضي الله عنه - يقولون يوم حفر الخندق:

نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا

والدين ينهى الرجل عن الفخر بشيء من خصاله الحميدة، وأباح ذلك في الحرب، كان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في فتح خيبر يقول:

أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره

وكان عامر بن الأكوع في هذه الغزوة يقول:

قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر

وقال يرتجز:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

إنا إذا قوم بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا

فأنزلنْ سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

والشعر الحماسي، ولا سيما المقرون بتلحين، لا يدع نفساً فيها بارقة من الشجاعة إلا دفع بها في المعترك دون مبالاة بالموت.

وربما تذكر الرجل وهو في صفوف القتال نحو قول عمرو بن الإطنابة:

وقولي كما جشأت وجاشت ... مكانك تُحمدي أو تستريحي

فيذهب عنه خاطر الفرار أو الاستسلام إلى العدو، ويقف للدفاع وقوف شحيح ضاع في التراب خاتمه.