ومن وجوه تقدير الأبطال: صوغ عبارات الشكر والثناء عليهم في نظم أو نثر، وفي الأدب العربي قسم عظيم في الثناء على الأبطال، والتنويه بذكر مقاماتهم المجيدة، قال أبو تمام:
كم بين قوم إنما نفقاتهم ... مال وقوم ينفقون نفوسا
وبطولة الرجل تطلق الألسنة بتمجيده، حتى ألسنة خصومه الذين تجرعوا من شدة بأسه مرارة، خرج يزيد بن المهلب على يزيد بن عبد الملك، فوجه لقتاله أخاه مسلمة بن عبد الملك، وثبت يزيد بن المهلب في قتاله، وأبى أن يفر، وقد تسلل عنه أعوانه، حتى قتل، وأراد أحد جلساء يزيد بن عبد الملك أن ينال من ابن المهلب، ويحط من شأنه، فقال له يزيد بن عبد الملك: "إن يزيد طلب جسيماً، وركب عظيماً، ومات كريماً".
عش عزيزاً أو مت وأنت كريم ... بين طعن القنا وخفق البنود
ومن تقدير البطولة: الإغضاء عن أخطاء تصدر من البطل وهو يحارب العدو بعزم صميم، وعدم مناقشته الحساب على مآخذ قد يشفع له فيها إخلاصه، والإخلاص القائم بجانب البطولة شفيع أي شفيع!.
بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد لدعوة بني جذيمة إلى الإسلام، فسبقت يد خالد إلى قتل رجال منهم باعتقاد أنهم يستحقون القتل، وبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنكر ما فعل خالد، وقال: "اللهم أني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد! "، وأرسل إلى بني جذيمة مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ديات من قتلوا، وأعطاهم قيم ما أصيب من أموالهم، وزادهم على ما استحقوا من الديات وقيم الأموال، ولم يعزل خالداً عن قيادة الجيش.