للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد عد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إكرام الجار في خصال الإيمان، فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره".

وقال تعالى في كتابه العزيز:

{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: ٣٦].

والجار ذو القربى: الجار الذي قرب جواره، والجار الجنب: الذي بعد في العرف جاراً، وبين منزلك ومنزله فسحة، والصاحب بالجنب: من يرافقك في نحو سفر، أو تعلم، أو صناعة.

والمتأدبون بأدب القرآن يحافظون على حق الجار في كل حال.

قال مجاهد: كنت عند عبد الله بن عمر، وغلام له يسلخ شاة، فقال: يا غلام! إذا سلخت، فابدأ بجارنا اليهودي، حتى قال ذلك مراراً، ثم ذكر حديث وصاية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجار.

والمتأدبون بأدب القرآن يراعون حقوق الجار حق الرعاية.

قالت عائشة - رضي الله عنها-: "لا تبالي المرأة إذا نزلت بين بيتين من الأنصار صالحين ألا تنزل بين أبويها".

وكان العرب يفتخرون بإكرام الجار كما يفتخرون بإكرام الضيف، قال قيس بن عاصم:

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلاً فإني لست آكله وحدي

أخاً طارقاً أو جار بيت فإنني ... أخاف مذمات الأحاديث من بعدي

وقال آخر: