للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسماً عربياً يناسبه، وبعد أن أتم ترجمته، عرضه على حنين بن إسحاق، فصحح الترجمة، وأجازها، ووصل هذا الكتاب إلى الأندلس، فكان الناس ينتفعون بما عرف اسمه في العربية إلى أيام الخليفة عبد الرحمن الناصر.

وفي سنة ٣٣٧ هـ بعث أرمنيوس ملك قسطنطينية بهدايا إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر، ومن جملة هذه الهدايا: كتاب دسقوريدس باللسان الإغريقي اليوناني القديم، وكانت النسخة مصورة الحشائش بالتصوير الرومي، وقال أرمنيوس في كتابه للناصر: إن كتاب دسقوريدس لا تجتنى فائدته إلا برجل يحسن العبارة باللسان اليوناني، ويعرف أشخاص تلك الأدوية، فإن كان في بلدك من يحسن ذلك، فزت أيها الملك بفائدة الكتاب، واتفق أن لم يكن بقرطبة يومئذ من يقرأ اللسان الإغريقي، فبقي كتاب دسقوريدس في خزانة الناصر دون أن يترجم إلى العربي.

ثم إن عبد الرحمن الناصر بعث إلى أرمنيوس أن يبعث إليه برجل يحسن التكلم الإغريقي؛ ليعلِّم من يصلحون لأن يكونوا مترجمين، فبعث أرمنيوس براهب كان يسمى: "نقولا" (١)، فوصل إلى قرطبة سنة ٣٤٠ هـ، وكان الناس وقتئذ في حرص على معرفة ما جهلوه من أسماء عقاقير ذلك الكتاب.

ومن الأطباء الباحثين عن تفسير تلك الأسماء، وتعيين أشخاصها: محمد المعروف بالشجار، وطبيب يعرف بالبسباسي، وأبو عثمان الحزاز، ومحمد بن سعيد، وعبد الرحمن بن إسحاق بن هيثم، وأبو عبد الله الصقلي.


(١) قال ابن جلجل: أدركته، وصحبته في أيام الحكم بن عبد الرحمن في صدر دولته.