ولو اتخذ أهل العلم الصغائر مرآة يبصرون ما وراءها من الكبائر، لما بلغ بعض رؤساء الشعوب الإِسلامية أن يرهقوا ذلك الشعب طغياناً، ويحملوه على عوجاء نهارها كليلها، ثم لا يصغوا إلى توبيخ ضمائرهم حين يسمون الإرهاق حرية، ونور الإيمان غباوة.
لا تستطيع أي قوة أن تقضي على الدين الذي تتعدد فيه الزوجات، ولن يأتي الوقت الذي يعتقد فيه الناس أن الميراث ليس من الدين، ولا ينخدع المسلمون لمن يكيد للإسلام، ويريد أن يخرجه لهم في صورة الدين الذي يمكن فصله عن القضاء والسياسة، ولا يستقيم الأمر لرئيس يجهل على الإِسلام، أو يتخذ ممن يجهلون على الإِسلام عضداً، فقد تيقظ المسلمون حقاً من خمولهم، وقام أهل العلم يطفئون فتنة الإغواء جهدهم.
وعلى هذا القصد تألفت جمعية الهداية الإِسلامية.
مبادئ هذه الجمعية ومساعيها: في اليوم الثالث عشر من شهر رجب سنة ١٣٤٦ هـ الموافق ٦ يناير سنة ١٩٢٨ م تأسست جمعية الهداية الإِسلامية، وهي جمعية علمية أدبية، الغرض من تأسيسها: القيام بما يرشد إليه الدين الحنيف؛ من علم نافع، وأدب رفيع، وخلق كريم، وتعتمد في تحقيق هذا الغرض على الوسائل الآتية:
١ - السعي لتعارف الشعوب الإِسلامية، وتوثيق الرابطة بينها، ورفع التجافي بين الفرق الإِسلامية، والتعاون مع كل جمعية تسعى لهذه الغاية.
٢ - نشر حقائق الإِسلام بأسلوب يلائم روح العصر.
٣ - مقاومة الإلحاد والدعايات غير الإِسلامية في الأوطان الإِسلامية بالطرق العلمية.