استعبادنا من كانوا يعيشون في ظل سلطاننا أحراراً. وهنت تلك الرابطة بعد توكيدها، فولدت الليالي غرباناً: ذاك ينعق في بلاد الترك بالطورانية، وهذا ينعق في مصر بالفرعونية، وآخر ينعق في المغرب بالبربرية، خناجر صاغها خصومنا لتمزيق وحدتنا، وطمس عواطفنا، فافتتن بها أحداث يطيرون إلى تقليد كل ناعق، ولولا كتاب الله ينطق بالحق، لكان لتلك الصيحة المشؤومة مدى واسع، وأثر في إفساد النفوس غير قليل.
والفضل -بعد كتاب الله- في تأكيد رابطة الدين المقدسة، لرجال يجاهدون في الإصلاح بصدق، ويهتدون في زعامتهم بمعالم الشريعة الغراء، ولو أشرب زعماء الشعوب الإِسلامية جميعاً النصح للدين، لكان للعالم الإِسلامي في حياته المدنية والسياسية غير هذا الشأن.
ويسرنا أن نشهد في هذه الليلة زعمياً يعتصم في زعامته بعروة الدين الوثقى، وهو حضرة مولانا شوكت علي. إن الزعيم الذي يكون سلاحه العزم والإخلاص لا يلبث أن يفتح للحرية باباً كان مغلقاً، أو يقوِّم طريقاً للإصلاح كان عوجاً، وأقل ثمرة يجنيها الزعيم المخلص من جهاده الشريف: أن ينبه شعوراً خاملاً، وإذا شعرت الأمة بحقوقها، فليدعها؛ فإنها لا تسير إلا قدماً.
أيها الزعيم الكريم! لجمعية الهداية الإِسلامية في بلاد الهند حاجة، وأن خير من توصيه بقضائها الزعيم المسلم الغيور، هي: أن في تلك الديار فرقاً حديثة؛ كالبهائية والقاديانية تفسد في دين الله علناً، أو من وراء نفاق، فإذا لم تبادروا إلى علاج هذا المرض بالدواء الناجح، انحط بالنفوس إلى هاوية الجهالة، وفتَّ في عضد الزعماء، فلا يجدون من ورائهم قوة الاتحاد الذي تخضع له كل قوة.