وكل من جاهد في الحق على سواء، ولم يتخذ من المضلين أولياء.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة سنتها السابعة في سيرة راضية، وجهاد حازم، تأخذ في دعوتها بالموعظة الحسنة، وتتحرى في مباحثها العلمية الأساليب السائغة، ترشد إلى الحقائق الدينية، وما يرجع إلى إصلاح حال المجتمع، وتتجاوزهما إلى موضوعات لغوية أو أدبية أو تاريخية، وتسع صفحاتها جانباً كبيراً من مباحث العلوم الكونية، وتلم بشؤون مما يجري في البلاد الإسلامية، ويتصل بالحركة الإسلامية، وتنقد ما تراه في بعض الصحف من الآراء المنحرفة عن أصول الدين، أو قوانين العلم، وتناقشها في حدود أدب البحث، ولا تبالي ما تلاقيه في سبيل ذلك من أذى.
ومما زاد بعزم القائمين بهذه المجلة قوة: رغبة كثير من أهل العلم والأدب والفضل في الاتصال بها، وإقبالهم على اقتنائها، وشهادتهم لها بأنها صافية الموارد، بعيدة من لغو الحديث، آخذة في نقدها بقانون المنطق السليم.
وقد حافظت المجلة على ما وصفت به نفسها من أنها مجلة العالم الإسلامي، فكانت ملتقى أقلام العلماء والأدباء في الشرق والغرب، وربما احتوى الجزء الواحد منها على مقالات واردة من أقطار مختلفة؛ كمصر والشام وتونس والمغرب الأقصى.
وحقيق علينا أن نقدم خالص الشكر إلى حضرات أولئك العلماء والأدباء على ما تفضلوا به من تلك المقالات، أو المحاضرات، أو القصائد التي تزينت بها صفحات هذه المجلة، وكانت جهاداً في سبيل الدين والعلم والأدب والفضيلة.