على سيدنا محمد الذي أنزلت عليه قرآناً عربياً، ورفعت ذكره مكاناً علياً، وعلى آله الذين اقتبسوا من سيرته أدباً سنياً، وصحبه الذين جاهدوا في الحق، وعلى كل من كان للحق ولياً.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة سنتها الثامنة، وهي تستمد من الله تعالى المعونة فيمدها، وتطلب من أولي العلم والأدب أن يهبوها من منشآت قرائحهم المبدعة، فتجدهم عند طلبها، فشكراً لهم على ما وهبوا من مقالات حكيمة، أو قصائد بليغة، أو محاضرات رفيعة.
وستأخذ المجلة -بتوفيق الله تعالى- في عامها التاسع مظهراً أرقى من مظاهرها الأولى، وتضع بين أيدي قرائها مباحث غزيرة الفائدة، مختلفة الفنون، ومما يساعدنا على تحقيق هذا الأمل: أن شعبة الهداية قد التحق بها أعضاء من كليات الجامعة والمدارس العالية، اتصل هؤلاء الأعضاء بالجمعية اتصال شباب صفت فطرهم، وطابت منابتهم، والتهبت حماستهم، فأقبلوا يعملون في كل ناحية من نواحي الإصلاح الذي أنشئت له الجمعية، في حكمة وتؤدة. ومما عقدوا عليه عزمهم: أن يمدوا هذه المجلة بمقالات سامية المقاصد، يحررونها، أو ينقلونها بالتعريب من صحف أو مؤلفات غير عربية.
وحيث انضم إلى الجمعية أعضاء قدروا سمو الغاية التي تدعو إليها، وأخذوا على أنفسهم النهوض بكل وسيلة من وسائل دعوتها، ستنتظم -بتأييد الله- المحاضرات على طريقة تجعلها أرقى طبقة، وأعظم فائدة.
وسنبذل مجهودنا في إصدار المجلة أول كل شهر، ويساعدنا على هذا: أن عمل طبعها أصبح تحت إشراف الجمعية نفسها، والله المستعان في كل حال،