تسير المجلة على هذه الخطة، ومن ذا يجحد أنها أقوم الخطط؟ وتعمل لتلك الغاية، ومن ذا يشك في أنها أشرف ما تتوجه إليه النفوس من الغايات؟.
طالما نبهت المجلة لسنن الله في الخليقة، وأقامت الحجة بعد الحجة على أن جهاد المخلصين لابد أن يؤتي ثمرته، فنفذ صوتها في قلوب كانت في يأس، فاصبحت ترجو الخلاص والتمتع بنعيم الحرية الفاضلة؛ رجاء من يبصر بها، وليس بينه وبينها إلا شبر أو ذراع، استطاعت برفقها وبراعة بيانها أن تصل إلى أفئدة شباب كانت في غفلة عن حكمة الدين، فأصبحت عامرة بالإيمان والاعتزاز بهداية الله، وصار لهداية الله شباب يجمعون إلى النباهة رشداً، وإلى النشاط حسن الأناة، واستقادة الشباب بمعرفة الحق تدفعهم إلى الجهاد في سبيله، كما أن غيرة الشيوخ على الحق تبعثهم على تدبير خطط الدعوة إليه، والذود عن حياضه، فالفريقان من أسرة الهداية، يؤلفان جنداً دروعه الاستقامة، وسلاحه العزم وقوة الحجة.
هذه كلمة في خطة المجلة وغرضها الذي تعمل لها ليلها ونهارها، سقناها لنذكر أن المجلة ستسير في المستقبل على خطتها، متجهة إلى غايتها، آملة أن تكون خطاها في السير أسرع، وأثر جهادها في النفوس أعظم.
وقد دل التاريخ على أن الأمة قد تنحدر في غواية أو فسوق أو استعباد، حتى إذا أراد الله إنقاذها من الشر الذي تتخبط فيه، وضع مقاليد أمرها في يد ذي سلطان مصلح، قوي الإرادة، يرضي الخالق، ولو بما يغضب المخلوق، فإذا هي عائدة إلى رشدها، متمتعة بعزها وكرامتها.
هذا وقد رأينا أن نفصل الموضوعات التي تبحث فيها المجلة