حق على أهل كل قطر أن يعملوا لتأكيد الرابطة الإسلامية، وكل عمل في هذا السبيل عمل لخلاص المسلمين، وإعادة سيادتهم، ولا ريب أن دائرة العمل في مصر أوسع، ونتائجه أسرع وأعظم، ولمزايا اختصت بها مصر أصبحت زعيمة العالم الإسلامي، وستنهض إن شاء الله تعالى بهذه الزعامة، وإن كره قوم لا يفقهون أو لا يؤمنون.
ولي كلمة أوجهها إلى أبنائنا أعضاء البعثة المغربية على وجه التذكرة؛ لعلهم يضعونها نصب أعينهم، لا وراء آذانهم.
أيها الأبناء النجباء! لا نقول لكم: فارقتم أوطانكم وعشائركم؛ فإن المسلم أينما حل من بلاد الإسلام فذلك وطنه، وبأي قوم من أهل العلم والفضل اتصل، فأولئك عشيرته، بل أقول: أنكم كنتم في بلاد هي المغرب الأقصى، وستعودون - إن شاء الله تعالى - إلى تلك البلاد بعد أعوام تقضونها في التردد على المعاهد العلمية والأدبية.
وأذكركم بأنكم ستعودون إلى تلك البلاد، وأن علماءها وفضلاءها وأدباءها سيحاسبونكم على ما كسبتم في رحلتكم هذه، سيزنون معارف كل واحد منكم، وينقدون أخلافة وسيرته، فإن وجدوا عنده من العلوم والأخلاق الفاضلة والإيمان الصادق ما يملأ العين، ويثلج الصدر، حمدوا رحلته، وغمروه بالإجلال، ويستطيع بعد هذا أن يكون داعية إصلاح، وزعيماً سياسياً، يقول فيسمع لقوله، ويفعل فيتسابق الناس لأن يكونوا أنصاراً له.
أيها الأبناء النجباء! ليستحضر كل منكم أباه أو عمه أو أخاه الأكبر يناجيه بمثل ما كتب به بديع الزمان الهمذاني إلى ابن أخت له يحثه على الجد في