كذلك كان في الدنيا عليٌّ ... وعاقبة التقى رُحمى وبُشرى
سادتي! في يوم الخميس الرابع من شهر ذي القعدة الحرام، طويت صحيفة حياة كانت مليئة بالهمم السامية، والأعمال الفاضلة، هي حياة العالم الكبير، والواعظ البليغ، الأستاذ الشيخ علي محفوظ.
ولا أقصد في هذا المقام إلى الحديث عن سيرته، فأفصل القول في سماحة أخلاقه، وغزارة علمه، وامتلاء أوقاته بالمساعي الحميدة، وإنما أريد أن أقول في صدد هذه الحفلة: إن جهاد الفقيد - رحمه الله - في جمعية الهداية الإسلامية كان جهاد الموقنين بحكمة مبادئها، واستقامة اتجاهها؛ فقد انتخب - رحمه الله - وكيلاً للجمعية في أول جلسة عقدت لتأسيسها سنة ١٣٤٦ هـ ومنذ انتخب - رحمه الله تعالى- لوكالتها، وهو يشد أزر الجمعية بإلقاء المحاضرات في دارها، أو في بعض فروعها، أو في بعض المساجد والنوادي باسمها.
وهذا كله إنما هو نصيب الجمعية من مجهودات الفقيد التي ضربت بأشعته في أكثر الجمعيات والمساجد والنوادي، بعد أن أخذ التدريس بالجامع الأزهر نصيبه منه كاملاً.
وسيعرض عليكم حضرات الخطباء والشعراء جانباً من تاريخ حياة الراحل الكريم، ويتحدثون عن علمه وخلقه وجهاده، ولا أدع مقامي هذا حتى أشهد للفقيد بخصلة من خصال المجد والحمد، هي خصلة الوفاء بالعهد، فقد تقبل الفقيد وكالة الجمعية، وأخذ يحمل لنهوضها بما أوتي من قوة، ومرت على الجمعية ظروف رأى فيما المتصلون بها أعذاراً لقطع صلتهم بها، ولكن الفقيد