الأزهر مع الإشارة إلى نص العناوين الواردة في الصحف إن كان هناك اختلاف.
ولا يفوتني في هذه المقدمة -طالما أن هذا الكتاب يتعلق بالإمام والأزهر- ذكر حادثة يعرفها أهله، ويتداولها أصدقاؤه وتلامذته من العلماء:
والدة الإمام محمد الخضر حسين هي السيدة حليمة السعدية بنت التقي الصالح الشيخ مصطفى بن عزوز المدفون في مدينة "نفطة"، وشقيقة العلامة الأجل الشيخ محمد المكي بن عزوز دفين مدينة "إستنبول".
تلك الأم الفاضلة التي لقنت ابنها الإمام علوم القرآن والفقه واللغة والأدب، وأشرفت على تربيته الإسلامية، تلك الأم المثلى التي كانت ترفع وليدها بين يديها في سنيه الأولى، وتداعبه وهي تنشد:
إن شاء الله يا أخضر ... تكبر وتروح الأزهر
من هناك، من مدينة "نفطة" في أقصى الجنوب التونسي، كانت تربِّت عليه، وتضمه ... وبعد ما يقرب من ثمان وسبعين سنّة، وفي شهر المحرم من سنة ١٣٧٢ هـ؛ يصبح ذاك الوليد إماماً في الجامع الأزهر.
واستجاب الله -سبحانه وتعالى- دعاء الأم الصالحة، والحمد لله رب العالمين.