ثم قال فضيلته: وهذا الكلام -أعني: الالتجاء إلى تحديد النسل- لا يقال في هذا البلد الذي وهبه الله النيل ليحيل صحراءه إلى نعيم، وأرضه إلى ثروات، وتساءل فضيلته قائلاً: هلا حاول الذين ينادون بتحديد النسل -قبل مناداتهم بهذه الدعوة- البحث عن وسيلة فعالة تحقق للبلاد الانتفاع بمياه النيل التي تذهب إلى البحر سدى أيام الفيضان؟ والانتفاع بهذه المياه لا شك يساعد على النهوض باقتصاديات البلاد وإنتاجها، ويساعد على قيام عديد من المشروعات النافعة الهامة. هلا فكروا في شيء من هذا وإبداء الآراء النافعة للنهوض بموارد البلاد.
* مشكلة الأيدي العاملة:
وماذا يمكن أن يجدي تحديد النسل على الجميع غير الضيق، ونقص الأيدي العاملة المنتجة؟ إننا نرى الرجال في الريف يفرحون بكثرة الأبناء؛ لأنهم يساعدونهم في أعمالهم الزراعية، ويضاعفون إنتاج آبائهم، فكيف إذن يحد نسل هؤلاء؟ ... إن لدينا مساحات واسعة يمكن تعميرها، والمشكلة مشكلة الأيدي العاملة، لا كثرتها.
* تقسيم صوري:
أما قلة الدخل وكثرته الذي تجعله الهيئة الصحية العالمية مقياساً لتقسيم الأمم إلى متأخرة ومتوسطة ومتقدمة، ففي نظري يكاد يكون تقسيماً صورياً لا غير، ذلك أننا إذا قسمنا متوسط الدخل في مصر، وهو ٣٠ جنيهاً تقريباً للفرد في العام، بمتوسط دخل الطبقة الأولى، وهو مئتا جنيه في العام؛ كما هو الحال في أمريكا وبعض ممالك أوربا، فإننا نجد النسبة محفوظة؛ لأن الحالة