ورأيت في "عروس الأفراح" أن من الكتب التي اطلع عليه مؤلفها كتاب "مناهج البلاغة وأسرار الأدباء" لحازم. وقال بعض المؤرخين في تونس يترجم لحازم: وله كتاب اسمه "سراج البلغاء" في البلاغة. ولكن الإنسان يعرف بمطالعته كيف يغوص على أسرار الأدب، ويدرك الشعر الفائق من الشعر النازل، والنثر الداني من النثر الرفيع. وعرفت أخيراً أنه أخذت منه نسخة على ما هو عليه بآلة التصوير (المكروفيلم) ووضع في دار الكتب المصرية.
وحازم هذا هو أبو الحسن حازم بن محمد القرطاجي المتوفي بتونس سنّة ٦٨٤ هـ. قدم تونس ومدح أميرها المستنصر بالله بمقصورته المشهورة وقصيدته الطائية التي يقول فيها:
كأن ضياء الشمس وجه أميرنا ... إذا ازداد بشراً في الوغى وإذا أعطى
وقصيدته الرائية التي يقول فيها:
وقد شابه الأعداء جمعاً مؤنثاً ... لذاك غدت في حالة الفتح تكسر
وهكذا ضمنها بعض أحكام عربية يبعد بها عن الشعر العربي، وإنما يرتاح له من درس العربية إذ يرى التورية محكمة.