الزيتونة، وكذلك تولى التدريس في المدرسة الصادقية وهي المدرسة الثانوية الوحيدة في تونس.
* يحكم عليه بالإعدام:
وقد اشتهر بعدائه للسياسة الفرنسية إذ كان يهاجمها في مجلته، وكان يبث روح العداء لها في تلاميذه، يريد أن يغرس فيهم الروح الوطنية والحرية الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام، فحقد عليه ساسة الفرنسيين وأكنوا له الحفيظة، ودبروا له مكيدة سياسية قدموه من أجلها إلى المحاكمة حيث حكم عليه غيابياً بالإعدام، فهاجر فضيلته إلى الشام ومعه عائلته، وفيها تولى تدريس العلوم العربية والدينية في المدرسة السلطانية.
وقد أوفده أنور باشا وزير الحربية التركية يومئذ إلى ألمانيا في مهمة سياسة، فقضى فيها نحو تسعة أشهر، رجع بعدها إلى الشام، تولى التدريس في تلك المدرسة، حتى رؤي الانتفاع به في وزارة الحربية التركية فعين محرراً عربياً في ديوان تلك الوزارة.
ورؤي مرة أخرى أن يعود إلى ألمانيا في مهمة سياسية كذلك، فذهب إليها وقضى فيها نحو سبعة أشهر، ولما رجع إلى تركيا رأى ولاة الأمور فيها -بالاتفاق معه- أن يعود إلى الشام لمتابعة دروسه هناك، ولكنه حين رجع إلى هذه البلاد وجد الفرنسيين قد احتلوها، فهرب إلى مصر لاجئاً سياسياً، وظل فيها منذ سنة ١٩٢٢ م يشتغل بالكتابة والتحرير والدرس حتى سنة ١٩٣١ م.
إذ رأى فضيلة الأستاذ الأكبر المرحوم الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، أن ينتفع به في تحرير مجلة الأزهر، وكانت تسمى وقتئذ مجلة "نور الإسلام"