للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من التفكك والانحلال.

وتعرض لموضوع الإسلام والمدنية الحديثة مبيناً أهمية الدين في المجتمعات الحديثة وضرورة عناية حكوماتها بنشره، وأن تستمد قوانينها من تشريعه الواسع النطاق وهاجم (العلمانية).

وقد كان الشيخ من دعاة الرابطة الإسلامية، المدافعين عن الدين ودعوة المسلمين إلى ضرورة المحافظة عليها، وكان من دعاة الاجتهاد، وقد بين قيمته في الشريعة الإسلامية مؤكداً أن الشريعة الغراء تساير كل عصر وتحفظ مصالح كل جيل.

ومن منطلق الغيرة الدينية أيضاً رأينا الشيخ يرد على الدكتور طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي) عام ١٩٢٦.

وقد رد الشيخ الخضر حسين رداً تفصيلياً على كل ما جاء في كتاب الدكتور طه حسين مؤكداً أنه لا يعارض المؤلف في انتهاج الأسلوب الذي يريد في بحثه بشرط ألا يكون في ذلك مساس بالدين الإسلامي وانحراف عن الحقيقة، وبين أن منهج الشك ليس جديداً فقد ذهب إليه الغزالي وابن خلدون قبل ديكارت.

وقد نال كتاب الشيخ الخضر حسين (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) تقدير عدد من علماء الإسلام المعاصرين والأدباء العرب البارزين في ذلك الوقت لما اشتمل عليه من نقاش موضوعي، ولما قدمه من حجج لغوية وتاريخية) (١).


(١) جريدة "الأهرام" المصرية - العدد الصادر يوم الأحد ٤ رمضان ١٤١٢ هـ مارس آذار ١٩٩٢ - تحت عنوان (من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر).