للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يكن الإنشاء مما يتلقاه الطلاب على طريقة التمرين، وأذكر أني كنت وجهت إلى المشايخ النظار خطاباً مفتوحاً أطلب فيه العناية بدرس الإنشاء على طريقة عملية، آثرت أن يكون الخطاب نظماً، ويحضرني منه الآن:

بذلتم في نَفاق العلم وسعاً ... وذللتم طرائقه الصعابا

فأصبح معهد العرفان صرحاً ... رفيعاً لا نظير له غرابا

ولكن الخصاصة في فنون ... تساورنا المخافة أن نعابا

أصاب صناعة الإنشاء محل ... وغاض معينها إلا سرابا

أنرمي نحو وادينا بقشر ... ويحرز غيرنا منها اللبابا

* * *

أفي علم البيان نغوص فهماً ... ونملأ من جواهره الوطابا

وإن ركبت أناملنا يراعاً ... تعاصى أن يشق بها عبابا

ومن ركب الأتان لدى سباق ... أبى إلا الزراية والعتابا

وليس بنافع تقليد رمح ... لشخص لم تعلمه الحرابا

وأذكر منها:

ولا ترقى شؤون الشعب إلا ... بأقلام تناقشه الحسابا

وتكشف عن شموس الجو لبساً ... تراكم تحت غرتها سحابا

وما الحادي بشعر أبي فراس ... وقد جست أنامله الربابا

بأعذب من صدى قلم تهادى ... على طرس يخط به كتابا