للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقينا من أهل دمشق حفاوة واحتراماً فوق ما نستحق، لا سيما من الناشئة المتأدبة، وكثير من أهل الفضل والعلم، حتى ظهر منهم الاستبشار، وأقبلوا على تهمئتنا عندما بلغهم تعييننا لتدريس آداب اللغة العربية والفلسفة بمكتبهم (١).

يعنون بآداب اللغة العربية: الإنشاء، والبيان والبديع، وقرض الشعر، والعروض، وبيان أطوار اللغة في الجاهلية والإسلام، وشرح قصائد انتخبوها لبلاغتها، وما يشاكل ذلك.

وهذا الدرس كدرس الفلسفة، يحضره التلامذة الذين سبق لهم في التعليم نحو عشر سنين.

سافر في الجمعة الماضية الشيخ عبد العزيز جاويش (٢) في وفد لتأسيس


= شهادة "التطويع"، رافق عائلته في هجرتها إلى دمشق (١٣٣١ هـ - ١٩١٢ م). وقام بالتدريس في مدارس دمشق. وعاد إلى تونس عام (١٣٣٨ هـ - ١٩٢٠ م)، واستقر بها منصرفاً إلى البحث اللغوي حتى وفاته (١٣٠١ - ١٣٨٢ هـ = ١٨٨٣ - ١٩٦٣ م). مؤلفاته مطبوعة.
(١) المدرسة السلطانية بدمشق.
(٢) عبد العزيز بن خليل جاويش، تونسي الأصل، من أهل العلم والأدب، ومن رجال الحركة الوطنية المصرية، ولد بالإسكندرية، وتوفي بالقاهرة (١٢٩٣ - ١٣٤٧ هـ = ١٨٧٦ - ١٩٢٩ م)، تلقى علومه في الأزهر ودار العلوم، وكان أستاذاً للأدب العربي في جامعة "كمبردج"، وعاد إلى مصر مدرساً، ثم مفتشاً للغة العربية، وسجن لمقال كتبه عن حادثة دنشواي. ورحل إلى الآستانة. له تصانيف عديدة، منها: أثر القرآن الكريم في تحرير الفكر البشري -خواطر في التربية والسياسة- الإسلام دين الفطرة.