وبالجملة: فقد لقيت منهم أخلاقاً حسنة، وآداباً مؤنسة، وفيما بلغني أنهم راضون عن سيرتنا، ومعجبون بمسالكنا في التعليم.
كما أن للتلاميذ أدب كامل معنا، وعواطف زائدة، لا سيما نجباؤهم، وكثيراً ما أحادثهم بالحالة العلمية في تونس (١)، وأحاضرهم بشؤون جامع الزيتونة وعلمائه، فأصبحوا يجلون التونسيين، ويدركون شيئاً من مقدرتهم العلمية.
وسلامي الكامل المقرون بالاحترام البالغ إلى الشيخ والد الجميع، مع طلب الدُّعاء، ودمتم في أكمل عز وسناء.
والسلام من أخيكم المتشوق إلى ملاقاتكم محمد الخضر بن الحسين
وكتب في ٢٩ جمادى الأولى ١٣٣٢ - دمشق
[حاشية]
ولا تأخرون عنا مراسلتكم، فإنا نشتاق إليها اشتياق الظمآن إلى الماء الزلال. أبقاكم الله. وبلغوا من فضلكم سلامي وشوقي إلى الشيخ القاضي سيدي محمد الطّاهر بن عاشور، وقد انفتح بيني وبينه باب المراسلة.
(١) عبارات الخطاب تشير إلى اهتمام الإمام محمد الخضر حسين ببلده تونس، والحرص على التعريف بها وعن مكانتها العلمية.