للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل العلم أن أتاهل من بيوتهم، ولا زلت أفكر في ذلك.

نهنئكم بمصاهرة الشيخ محمد العنابي (١)، ونرجو للجميع سعادة واسعة، ووفاقاً دائماً. آجرنا داراً بسوق سروجه (٢) بها ستة بيوت داخلاً، وبيت بالدريبة (٣) للضيوف والزائرين بعشرين ليرة في السنة.

ألقيت دروساً بالجامع الأموي (٤) في شهر رمضان. إننا بخير والحمد لله، ومن فضلكم تبلغ سلامنا إلى الشيخ الكبير والد الجميع، مع طلب الدعاء، وعسى الأيام تجمع بيننا في القريب، وما ذلك على الله بعزيز.

وإن إخوتنا يبلغون إليكم أكمل السلام، ودمتم بخير وأكمل عز.

السلام من أخيكم محمد الخضر بن الحسين

كتب في ذي القعدة عام ١٣٣٣ هـ دمشق

[حاشية]

لا تنسونا من مراسلتكم؛ فإني والله! أبل بها صدى الشوق، وأكشف بها غيم الوحشة، عندما أتذكر الأيام التي قضيناها بذلك المعهد الخصيب (٥).


(١) من عائلة اشتهرت بالعلم والأدب في تونس.
(٢) كذا في الأصل. والمعروف اليوم بـ: "سوق ساروجة"، حي من أحياء مدينة دمشق القديمة.
(٣) الدريبة، من الدرب؛ أي: غرفة في مدخل الدار منعزلة بباب يفصل بين داخل الدار وخارجها.
(٤) أكبر مساجد مدينة دمشق، بناه الوليد بن عبد الملك سنة ٧٠٨ هـ. وهو آية من آيات الفن المعماري بزخارف الفسيفساء المذهبة والملونة التي تزين جدارنه في الداخل.
(٥) يعني به: جامع الزيتونة، وفيه تلقى الإمام علومه.