للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَقَدْ سَلَوتُ مُحَيَّا الْبَدْرِ إذْ طَلَعَتْ ... عَقيلَةُ الطِّرْسِ والأجفانُ في أرَقِ (١)

وكُنْتُ أرْشُفُ مِنْ جَدْوى بَلاغَتِها ... راحاً فَيَهْدَأُ ما في الجَأْشِ مِنْ قَلَقِ (٢)

تَخْشى إذا أفْصَحَتْ عمَّا تَوَهَّجَ مِنْ ... حَماسَةٍ أن تَشُبَّ النَّارُ في الوَرَقِ

فَألْبَسَتْها أساليبَ النَّسيبِ، وَكَمْ ... ذاقَ الحَشا لَوْعةً مِنْ ناعِسِ الحَدَقِ

هِيَ "الرَّتيمَةُ" فيما قالَ مُبْدِعُها ... وَهَلْ يَغيبُ السَّنا عَنْ طَلْعَةِ الْفَلَقِ (٣)

إنِّي عَلى ثِقَةٍ مِنْ أن ذِكْرَكَ لا ... يَنْفَكُّ مُرْتَسِماً في النَّفْسِ كالخُلُقِ

وكَيْفَ أنسى "خَليلاً" قَدْ تَضوَّعَ في ... حُشاشَتي وُدُّوُ كالعَنْبَرِ الْعَبِقِ

وفي الوَرى خَزَفٌ لَكِنْ تَبَرَّجَ في ... نضَارَةِ الذَّهبِ الصَّافي أوِ الْوَرِقِ

وَلَوْ عَصَرْتَ بِكَفِّ النَّقْدِ مُهْجَتهُ ... لَما تَقاطَرَ غَيْرُ الضِّغْنِ والْمَلَقِ (٤)

لا عَتْبَ إنْ ضاقَ باعي في القَريضِ فَلمْ ... يُضِئْ كما ضاءَت الجوْزاءُ في الأُفُقِ


= أحد المخلصين إليه، أمتع الله به، وأدام الكرامة، وكتب له السلامة في حله وترحاله".
٥ صفر سنة ١٣٣٨
ثم أتبع الخطاب بقصيدة مطلعها:
طيف للمياء ما ينفك يبعث لي ... في آخر الليل إن هوَّمت أشجانا
(١) الطرس: الصحيفة.
(٢) الجأش: نفس الإنسان.
(٣) الفلق: ما انفلق من عمود الصبح.
(٤) الملق: اللطف الشديد، الود.