للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذْ خَيالُ الشِّعْرِ مِنْ مَرْعى الْفَتى ... وَيَراعي ارْتادَهُ حالُ المَشيبِ (١)

رادَهُ في سَحَرِ الْعُمْرِ وَما ... سَحَرُ الْعُمْرِ لِلَهْوٍ بنَسيبِ (٢)

إنَّما عَلَّلْتُ نفساً راعَها ... ذلِكَ الْبَيْنُ بِمَرآهُ الْكَئيبِ (٣)

وتَأسَّيْتُ بِذي الجدِّ الَّذي ... يَدْخُلُ الحِكْمَةَ مِنْ بابِ النَّسيبِ (٤)

أمْحَضُ الأستاذَ شُكْراً ساطِعاً ... بَيْنَ صافي الوِدِّ والشَّوْقِ المُذيبِ (٥)


(١) اليراع: القصب، ويقصد به: القلم.
(٢) راد الشيء: طلبه. السحر: قبيل الصبح. النسيب: القريب.
(٣): فزع. البين: الفرقة. ويشير هنا إلى مفارقته دمشق.
(٤) تأسى به: جعله أسوة. النسيب: تشبيب الشاعر بالمرأة.
(٥) محض: أخلص.
* نص قصيدة الأستاذ عبد القادر بن المبارك التي بعث بها إلى الشاعر:
لمحمد الخضر الحسين التونسي ... سامي كتاب خيال شعر مؤنس
يحوي فنون قوى المفكرة التي ... هي ربَّة المعنى الأغر الأنفَس
طالعته فظننت أن قد ضمني في ... جَنَّة الشعراء أبهى مجلس
أسرى إليه بي الخيال ودأبه ... أن يقطع الفلوات غير معرِّس
فتمثلت لي ثروة الشعر التي ... هي سر إغناء الخيال المفلس
ورأيت أفلاكاً كواكبها النهى ... ومقامها فوق الجواري الكنس
زمانها أسحار ليل مقمر ... في الطيب أو آصال يوم مشمس
ونوابغ الشعراء فيها استعمروا ... وطناً بغير نبوغهم لم يحرس
لاذوا به من غلظة الأرض التي ... لولا مزاج بارد لم توبس
وهنالك "الخضر" اجتلى بخياله ... ما يجتلي الطيار فوق الأرؤس =