للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قراراً بنقل الدكتور طه حسين من مرتبة عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية إلى مرتبة التفتيش بالديوان العام في الوزارة، فوقع هذا القرار من نفوس الناس جميعاً -ما عدا إخوان الدكتور- موقع الارتياح، ولهجت الألسنة بشكر معالي الوزير.
وفي يوم الخميس ١٠ ذي القعدة ١٣٥٠ هـ وقف معالي الوزير، وألقى بياناً ضافياً إجابة عن سؤال النائب المحترم أحمد والي الجندي. جاء في هذا البيان ما يأتي: "ومن هذا الكشف ترون أن الدكتور طه حسين منذ اشتغل بالتدريس في الجامعة بدأ عمله في إخراج كتاب "في الشعر الجاهلي" الذي قامت حوله ضجة في قاعة مجلس النواب في يوم الاثنين ١٣ سبتمبر ١٩٢٦، وتقدم بشأنه اقتراح نصه:
١ - مصادرة وإعدام كتاب طه حسين المسمى: "في الشعر الجاهلي" بمناسبة ما جاء فيه من تكذيب القرآن الكريم ... إلخ.
٢ - تكليف النيابة العامة برفع الدعوى على طه حسين مؤلف هذا الكتاب؛ لطعنه على الدين الاسلامي دين الدولة.
٣ - إلغاء وظيفته من الجامعة ... إلخ، وقد استبدل به الدكتور طه حسين كتاب "الأدب الجاهلي"، وله رسائل منها ما ترجمه عن اللغات الأجنبية، وأبحاث ألقيت كمحاضرات في بعض المؤتمرات، والباقي رسائل جمعت مما نشر في الصحف ... إلخ".
وقد تكلم الأستاذ أحمد والي الجندي بعد انتهاء الوزير من بيانه، فقال: إلي كلمتان موجزتان بعد هذه الإجابة القيمة، فأما الكلمة الأولى، فهي أن معالي الوزير كشف لنا عن حقائق رسمية لا يرتقي إليها الشك بحال. فكان من هذه الحقائق: أن الدكتور طه حسين لم تتجاوز مؤهلاته العلمية منزلة غيره من أساتذة الجامعة ... إلخ. ومنها: أن هذا الرجل الذي يزعمون أنه المثل الأعلى في التخلق بفضيلة العلم لم يستبح لنفسه أن يخون أمانة العلم وحدها، ولكنه استباح لها أيضاً أن يخون أمانة المال. وإذن، فوجب أن نضيف إلى هذه الحقائق حقيقة أخرى، وهي أن الضجة التي افتعلوها تؤيد هذه الخيانات، ثم تساءل قائلاً: هل تجتزي وزارة المعارف، وقد تكشف لها سيرة الدكتور طه حسين عما يسوقه إلى مجلس التأديب؟ أبعد هذا تجتزي الوزارة بنقله إلى وزارة المعارف؟ ". وفي غضون هذه الحوادث استقال مدير الجامعة لطفي بك السيد صديق الدكتور، وفي =