فقد قرأت ما كتبتموه في الجزء الصادر في ربيع الأول من مجلتكم الزاهرة تقريظاً ونقداً لمجلة "نور الإسلام"، فأشكركم على النقد بمقدار ما أشكركم على التقريظ.
وإنا لنعلم أن مجلة كمجلة "نور الإسلام" يراقبها طوائف تختلف مذاهبهم، وتتفاوت أنظارهم، وتتباعد أغراضهم، ليس في استطاعة القائمين بها أن يخرجوها على ما يوافق رغبة الطوائف بأجمعها حتى لا تلاقي إلا رضاً عنها وتقريظاً.
فنحن على اعتقاد يشبه اليقين: أن المجلة ستواجه ضروباً مختلفة، هذا ينقدها في إشفاق ورفق، وذاك ينقدها في قسوة وعنف، وربما كان من الفريقين حسن النية سليم القصد، وما علينا إلا أن ننظر إلى وجه النقد، فنتقبله إن كان في نظر الدين والعلم وجيهاً، فإن رأينا الصواب في جانبنا، قررنا وجهة نظرنا بالتي هي أحسن؛ حرصاً على أن يكون العلم صلة تعارف وائتلاف، فلا عتب علينا إذا كنا قد قرأنا في تقريظكم كلمات معدودة، ألقيتموها بقصد خدمة الحقيقة والتاريخ، فلم تقع الموقع الذي قصدتم إليه، فكانت وجهة نظرنا فيها غير وجهة نظركم، وشعرنا بأن الحقيقة والتاريخ لا يسمحان لنا بالسكوت عنها، وفضيلتكم من أول الداعين إلى إيثارهما على كل ما يقضي الأدب الجميل برعايته.
قلتم في التقريظ: "إن فضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغي (١) شيخ
(١) محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي، إمام الجامع الأزهر، وعالم بالتفسير، ولد في "مراغة" من صعيد مصر، وتوفي بالإسكندرية، ودفن بالقاهرة =