للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سائر على نظامه القديم، وسأتسلم من المجمع مقال فضيلتكم في الرسم، وأنشره في "الهداية"، ولعل عدم نشرهم له توهم أنه غير داخل في منهج المجلة، وأعز تحيتي لحضرات الأساتذة والسادة آل عاشور، وآل محسن، ومن يتم به أنس مجلسكم الرفيع.

أعجبت بمقالكم في تجديد أمر الدين، وردكم لما قاله ابن السبكي (١) غايةَ الإعجاب، ولا أدري هل عد الزمخشري (٢) في هذا الباب مما يسهل قبوله، أخشى أن يقال: إن شرط المجدد أن يكون على هدى في عقيدته، والمتمسكون بطريق أهل السنة يرون في الزمخشري مآخذ من حيث العقيدة، ولهذا أبقيت القطعة الأخيرة المتعلقة به إلى جزء ربيع الأول، وتضاف إلى بقية المقال المنتظر وروده من فضيلتكم عسى أن تزيدوا ما يتعلق بالزمخشري بياناً، أو يكون لفضيلتكم رأي آخر.

سألقي -إن شاء الله- محاضرة (٣) موضوعها: "الشجاعة وأثرها في عظمة الأمة"، وقد عينت لها محطة الإذاعة الساعة التاسعة ونصف من مساء يوم


(١) عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، أبو النصر، قاضي القضاة والمؤرخ، ولد في القاهرة، وتوفي بدمشق، من تصانيفه: طبقات الشافعية الكبرى - معيد النعم ومبيد النقم - جمع الجوامع. (٧٢٧ - ٧٧١ هـ = ١٣٢٧ - ١٣٧٠ م).
(٢) محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، إمام في الفقه والتفسير واللغة والأدب، ولد في زمخشر من قرى خوارزم، وتوفي بالجرجانية من قراها (٤٦٧ - ٥٣٨ هـ = ١٠٧٥ - ١١٤٤ م)، من مصنفاته: الكشاف في تفسير القرآن - أساس البلاغة - المفصل.
(٣) محاضرة نشرت في مجلة "الهداية الإسلامية" - العدد الحادي عشر من المجلد العاشر، وفي كتاب "رسائل الإصلاح" للإمام.