للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورَوْضَةَ عِلْمٍ كُنْتُ أَجْني ثِمارَها ... وأَرْشِفُ مِنْها أَعْذَبَ اللَّهَجاتِ (١)

فَيا مُذكِري عَهْداً طَوَتْهُ يَدُ النَّوَى ... وأَذْكَتْ له في مُهْجَتي حَسَراتِ

أُحَيِّيكَ مِنْ مِصْرٍ تَحِيَّةَ والِدٍ ... تبرُّ بِهِ الآصالَ والْغُدواتِ (٢)

بَعَثْتَ بِشِعْرٍ طارِفٍ لَمَعَتْ بِهِ ... مِنَ الأدَبِ الموْروثِ خَيْرُ سِماتِ (٣)

أراكَ ظَلَمْتَ الْغِيدَ إذْ صُغْتَ لُؤْلُؤاً ... ونَضَّدْتَهُ شِعْراً على صَفَحاتِ (٤)

وأَهديْتَ طاقاتِ الثَّناءِ وَلَيْتَني ... مَلأتُ يَدي مِنْ تِلْكُمُ الحَسَنَاتِ

فَيا أَسَفاً لَمْ أقْضِ حَقَّ الْعُلا وما ... بَلَغْتُ مِنَ الْعِرْفانِ شَأْوَ لِداتي (٥)

وآنستُ في روح الخطاب سَنا الهُدى ... وبَعْضَ بَني الأَمْجادِ غيرُ هُداةِ (٦)

وما أَبْصَرَتْ عَيْنايَ أَجْمَلَ مِنْ فَتىً ... يَخافُ مَقامَ اللهِ في الخَلواتِ

ولا خَيْرَ إلا في نُفوسٍ تَرَشَّفَتْ ... لِبانَ التُّقى مِنْ حِكْمةٍ وعِظاتِ (٧)


(١) الروضة: عشب وماء، ويريد بها الشاعر: جامع الزيتونة الذي تلقى فيه العلم.
(٢) تبرّ: تصدِّق. الآصال: واحدها الأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب. الغدوات: واحدها الغدو: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس.
(٣) الطارف: المال الحديث المستحدث.
(٤) الغيد: جمع غيداء، وهي المرأة الناعمة اللينة الأعطاف.
(٥) شأو: الأمد والغاية. اللدات: جمع لِدَة، وهو الذي ولد معك، وتربى معك.
(٦) هداة: جمع هادٍ.
(٧) ترشفت الماء: بالغت في مصه. اللبان: الرضاع.
* من قصيدة الأديب محمد المأمون النيفر:
أزف تحايا الود والبركات ... وأهدي سلاماً عاطر النفحات =