من أجله، وهو الذود عن حمى الشريعة، والعمل للمحافظة على كرامة العلم، ورفعة مكانة أهله، وسننشر لها في الجزء التالي رداً على مديرية الأوقاف بدمشق.
والخلاصة: أن في دمشق جمعيات إسلامية يقوم بها رجال يجمعون إلى الغيرة شجاعة أدبية، ونرجو أن تقدر حكومة دمشق قدرهم، وتفتح صدرها لما يقدمونه لها من نصائح، وتتلقى هذه النصائح بالقبول والتشجيع؛ فإن هذه الجمعيات هي التي تعبر عن آراء الأمة تعبيراً صادقاً، وإنما تنجح الحكومات وتقوم على قاعدة العدل، متى أقامت لآراء الأمة وزناً، ولم تقصر نظرها على ما تملك من قوة.
وأضيف إلى هذا: أن في دمشق قاضياً عادلاً غيوراً على دينه، هو الشيخ عبد المحسن الأسطواني، ووجود مثل هذا القاضي الفاضل في مقدمة رجال الدين، مما يزيدهم قوة على تأدية الأمانة التي وضعها الله في أعناقهم؛ من حراسة الشريعة، والذبّ عن حماها بألسنة لا تعرف الملق، وقلوب لا تستهويها زهرة الحياة الدنيا.
وممن لقيتهم على جانب عظيم من الاهتمام بالحالة الدينية في الشرق، وتتبع ما يظهر في مصر وغيرها من الآراء الدينية: حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ جميل الشطي مفتي الحنابلة، ولهذا المفتي الفاضل مواقف محمودة تشهد بأنه قائم على تاريخ علماء الإسلام الذين لا يرون الوظيفة إلا وسيلة لخدمة الشريعة، ولا ينبغي أن تكون كمامة على فم العالم تمنعه من أن يصدع بالحق، أو تفعل به ما تفعل أم الخبائث، فتهبط به إلى أن يقول غير الحق.