جرى القانون أولاً على منع المعلم من مجازاة التلميذ بعقوبة الضرب، ثم ألغاه ناظر المعارف، وقال: عندي ثقة بأن لمعلمي مدارسنا حناناً على التلاميذ وعواطف، تأبى لهم أن يبلغوا بالضرب إلى ما فيه إساءة.
لا يسوع للتلميذ أن يتعاطى المسكرات، ولو دخل في دور التعليم بالجامعة، وقد قال لي أحد أساتذتهم، عند الحديث في هذا القانون: إن تلاميذنا مثل المسلمين. كان التلاميذ يترنمون بقصائد في اللسان اللاتيني، فأبطلها القيصر، وقال: لا فائدة لهم في ذلك، فأصبحت أناشيدهم الوطنية ألمانية محضة.
يدرب التلميذ في المدارس الإعدادية على صناعة الخطابة، ويطالبونه بأن يحرر في كل شهر رسالة يبحث فيها عن بعض الموضوعات العلمية.
أجر التعليم السنوي في المدارس الإعدادية (١٥٠) ماركاً، وفي الجامعة (٥٠٠) مارك، ويوازن المارك من نقودنا على وجه التقريب القطعة الفضية ذات الخمسة قروش.
يتعين مدير الجامعة في كل سنة بانتخاب من أساتيذها، ثم تقرر ولايته بتسمية من صاحب الدولة.
ترسل الدولة في كل سنة وفداً من طلاب العلوم إلى أميركا؛ ليستطلعوا مدارسها، ويستكشفوا عما عساه أن يتجدد من أساليب العلم ونتائجه.
يتلقى أبناء العائلة القيصرية تعاليمهم في مدرسة خاصة لا يغشاها إلا من نشأ في مهد الملك من أسرة راقية، ويقال: إن والد القيصر الحالي كان يود لهم أن يتعلموا بالمدارس العامة؛ حتى يلاقوا سائر الطبقات، ويكونوا على خبرة محققة من أحوالها.