الدينية، ونحن نريد رابطة شرقية، أو قومية، أو وطنية، فخذوا بيده إلى جمعيات غير إسلامية قد فُصّلت على مقدار الصلة الدينية، وعلّموه أن ليس على تلك الروابط من بأس؛ فإن في الإسلام تسامحاً وحرية يسعان كل اتحاد يستدعيه التعاون على المصالح المشتركة بين أولي ملل مختلفة.
ولعلكم تنظرون إلى جمعيات أخرى في أُبّهة وفخامة، فيعز عليكم أن تخرج جمعيتكم هذه في مظهر غير عظيم، فاضربوا بهذا الخاطر ثبجَ البحر، فإن المشروع الذي ينشأ صغيراً، ثم ينمو من حين إلى آخر، يكون أثبتَ أساساً، وأحكم بناءً، وأبلغ شاهداً على حزم الناهضين بأعبائه.
ولا تنسوا بعد هذا أن من ورائكم أمة رشيدة ستشتري راحة ضمائرها وسعادة مستقبل أبنائها بما تبذله في مؤازرة مشروعكم الجليل. والله المستعان على أن تكون هذه الجمعية فسيحة المدى، سامية المظاهر، خالدة الأثر، وما ذلك النجاح ممن يدّرعون الحزم والحكمة ببعيد.