١٣٢٢ هجري بِقطْع من الورق الجيد، مقياس ١٧ - ٢٤ سم، وبعدد من الصفحات لا تتعدى ١٦ صفحة، وقد جاء تحت عنوان المجلة ما يلي:"مجلة علمية، أدبية، إسلامية تصدر في غرة كل شهر عربي، وفي سادس عشره".
ما إن صدرت المجلة حتى استقبلها أهل العلم والأدب بحفاوة تتناسب والمكانة العلمية المرموقة التي يتمتع بها صاحبها لدى كافة الأوساط الفكرية، سواء في العالم الإسلامي، أو في مكان صدورها تونس، وخاصة في جامع الزيتونة أكبر معهد إسلامي في المغرب العربي، وكيف لا يحتفل بها الزيتونيون؟ وصاحب المجلة طود من أطواد تلك القلعة الإسلامية الخالدة التي تخرَّج منها الثائرون على الاستعمار الفرنسي، والذين قادوا الحركات الاستقلالية في تونس والجزائر والمغرب.
ولا أدل على صدق الصورة التي خرجت فيها المجلة إلى النور من التقاريض التي يطالعها القارئ في مقدمة هذا الكتاب، والتي أثبتناها بنصوصها الكاملة؛ حفاظاً على قيمتها الأدبية، ومن أهم التقاريض التي وردت إلى المجلة، ما بعث به العلامة القدوة الشيخ سيدي محمد المكي بن عزّوز -وهو خال الإمام- ومما جاء في التقريض قوله:
"وبالجملة فتلك مفخرة للخضراء (١) بين الممالك، ويفهم من آثار أهلها اعترافهم بذلك، وأبلغكم -لتحمدوا الله- أن كل من رآها هنا في الآستانة العلية أُعجب بها، وتحقق بمجموع ما احتوت عليه نموَّ العلم في تونس ونشاط طالبيه، وأن سوق التفنن بجامع الزيتونة معمور، وهذا مما يعم به