صنعتها، وبمقداره يرتفع شأنها ويزخر نفاقها، ولا يتسنى إحكامها بأخذها عن أربابها الماهرين، وينبغي أن يكون غالب أهل البلد هم أهل هاته الطبقة، لأن الصنائع هي العنصر الذي تقام عليه سوق التجارات ومعظم أسباب العمران.
إن قلت: مَنْ المستضعف من الرجال الذي لا ينتظم في سلك هذه الطبقات؟
قلنا: رجل يجب على من جرت في عروقهم دماء الغيرة على حياة جامعتهم أن ينكثوا منه الأيدي، وهو كل من ضربت على نفسه ذلة وصغار، حتى تخدرت مشاعره، وأصبح كالعضو الأشل متعلقاً ببني جلدته، الذين هم كالجسد الواحد في التآزر على إحياء مجد آبائهم السابقين الأولين دون مبالاة بطعن طاعن، أو انتقاد منتقد، فتهرع الألسن لنشر مفاخرهم، وتستبق أقلام الكرام الكاتبين لنشر مآثرهم جزاء بما كانوا يعملون.